اللعنه _الجزء الثالث
بقدراتها وبصلاتها. هل هي ساحرة كلهن كذلك! كان الجنود قد انتهوا من الطعام فنهض القائد ودعاهم للنهوض ثم وجه حديثه للغجري الضخم قل لتلك المرأة المخبولة أننا سنقيم خيامنا خارج قريتكم لأيام قليلة وعليها أن تجلب لنا الطعام والشراب في الصباح والمساء. عدت إلى منزلي وأنا أشعر بالضيق كنت قبل ساعات قد هرعت إلى المزرعة بعد أن أخبروني بأن النيران تشتعل في أشجارها وعندما وصلت إلى هناك كان عمال مزرعة الدجاج المجاورة قد نجحوا في إخماد النيران بعد أن أتت على ثلاثة من أشجار الفاكهة تلك الأشجار التي يزيد عمرها على عمري غرسها جدي الشرقاوي الكبير من سنوات طويلة وأضاف عليها أبي ... أنا أعرفها شجرة شجرة بل أنني كنت أدعوها بأسماء تخيلية عندما كنت طفلا صغيرا ... أشعر بحزن وكأنني فقد فردا من أفراد عائلتي ... الغريب أن الثلاثة أشجار كانت على مسافات بعيدة من بعضها البعض ومن الصعب أن تكون شرارة الڼار قد انتقلت من واحدة منها إلى الأخرى متجاوزة عشرات الأشجار فيما بينها ... يقول عمال مزرعة الدجاج أن الڼار اشتعلت في الأولى وما أن أخمدوها حتى شبت في أخرى على مسافة كبيرة من الأولى وعندما أخمدوها انتقلت للثالثة!.. أي جنون هذا ... بالتأكيد هذا الأمر بفعل فاعل ... من الأفضل أن أطلب من رفاعي ملاحظة المزرعة بشكل جيد في الفترة القادمة المشكلة أنني عندما سألت عليه عمال مزرعة الدجاج أخبروني جميعا بأنهم لا يعرفون شخصا بهذا الاسم من الواضح أنهم عمال جدد! ... المزيد من الغموض والغرابة ... ما الذي يحدث بحق كنت أجلس على مقعد خشبي أمام الطاولة الملقى عليها كتب السحر التي أخرجتها من الصندوق بالأمس جمعت الكتب وقمت بإعادتها للصندوق وأنا أتمتم متذكرا تجربة الأمس التي مازالت آثارها على ذراعي السحر شئ خطړ وخصوصا إذا قام به الحمقى أمثالي. فجأة سقطت من أحد الكتب بضعة وريقات صفراء عتيقة كانت مطوية داخله التقطتها فوجدتها خطاب من عدة أوراق تبدء أولها بتوجيه إلى إبني الحبيب وأحفادي من بعده ... وتنتهي آخرها بتلك الكلمات وهكذا استعدت السر وأعدته إلى مكانه حتى لا تنطلق اللعڼة من عقالها فتأتي على الأخضر واليابس ... هكذا يابني أنقل إليك السر وعليك أن تحفظ العهد وتمنع اللعڼة من الانطلاق مجددا وعليك أن توصي أولادك بذلك وليفعلوا مثلك مع أولادهم فقد حملنا الأمانة وعلينا أن نحملها ... أباك المحب ... ويلي ذلك توقيع جدي باسمه. للحظات أمسكت بتلك الوريقات بأصابع مرتعدة ... تلك الوريقات تحوي بين سطورها القصة والسر علي أن أقرأها ولكنني أشعر بالخۏف اشتاق لفعل ذلك ويدفعني الفضول ولكن هناك في مؤخرة عقلي خلايا عاقلة تحاول تحذيري من قرائتها ... عزمت أمري في النهاية وقررت أن أعرف السر وأقرأ الخطاب. صحا قائد سارية المماليك على صياح الجنود قبل أن يدلف أحدهم إلى خيمته ليخبره أن رجل عجوز من الغجر يريد مقابلته ... خرج القائد من خيمته بعد أن ارتدى ثيابه ليقابل رجل عجوز يرتدي أثمالا بالية يقف منحنيا ومن ورائه حماره الذي يحمل على ظهره بعض المؤن والمعدات ... قال أحد الجنود بغلظة حسبناه يقصد القرية و لكنه جاوزها إلى معسكرنا وطلب لقاءكم. نظر القائد في استهانة إلى العجوز وهو يقول ماذا تريد أجابه العجوز بصوت ناعم خبيث كحفيف الثعبان أنا لا أريد ... ولكنني أحمل معي شيئا تريدونه أطلق القائد ضحكة متهكمة وهو يتساءل وماذا تحمل أيها العجوز ... أنت عاجز حتى عن حمل ثيابك فوق جسدك سر ... سر القوة ... سر من يعرفه يكون أقوى إنسان في هذه الأرض. ثم أشار بسبابته ناحية قرية الغجر وهو يقول سر دفنته ساحرة القرية اللعېنة أسفل بيتها. كان كلام العجوز وطريقته مغويتان حتى أن القائد والجنود انتبهوا لكلامه وبدأ الفضول والطمع يلتمعان في عيونهم قبل أن يقول القائد ومن أنت لتعرف أسرارهم فأجاب العجوز ببساطة كنت منهم حتى طردتني تلك اللعېنة وأخذت بيتي وأموالي. وهل ستفشي السر بهذه البساطة أجل إنها تستحق بل جميعهم يستحقون. فكر القائد للحظة ثم قال