اللعنه _الجزء الثالث
وما هو هذا السر الذي يجعل صاحبه الأقوى صمت العجوز لثوان ليثير فضول الحاضرين ثم توجه ببصره ناحية الأفق وقال بنفس الصوت المنوم المغوي سكن البشر تلك الأرض من آلاف السنين ولكنها كانت مسكونه قبل ذلك بفترة طويلة كانت مسكونة حتى قبل أن يخلق البشر ويستعمروا الأرض!.. سكنتها خمس عائلات من الجن استعرت الحړب بينهم لدهور طويلة كل عائلة تبغي الملك والغلبة على العائلات الأخرى وفي سبيل ذلك سالت الډماء أنهارا لآلاف السنين ثم جاء الحكيم وصنع عقدا من الذهب وجعل كل عائلة تجلب حجرا ثمينا هو أثمن ما تملك حجر يملك قدرة هائلة في حد ذاته ثم جمعها جميعا في ذلك العقد الذي يحوي قوة الخمس عائلاتعقد القوة ودفنه في تلك الأرض وألقى عليه لعڼة بأن لا يستطيع أحدهم أن يحصل على القوة وحده وهكذا طالما ظل هذا العقد مدفونا سيعم السلام بين تلك العائلات... بدا عدم التصديق على وجه القائد وهو يقول إذا كان أحد لا يستطيع الحصول على العقد ... فما الفائدة من إخبارك لي بكل هذا أجاب العجوز هذا كان قبل أن يصل البشر إلى الأرض ... ولكن ما عرفته عائلات الجن بعدها أن هذه اللعڼة لا تسري على البشر حيث يستطيع أي إنسان من بني آدم استخراج العقد وارتداؤه لتكون له قوة هائلة تفوق البحر والجبال مجتمعين قوة خمس عائلات من الجن. ازدرد القائد ريقه وهو يتسائل وهل فعلها بشړي من قبل بدت نظرة شهوة عابرة في عيني العجوز الذابلتين قبل أن يخفيها بسرعة وهو يقول ستكون أنت الأول ياسيدي. تذكر القائد شيئا فانعقد حاجباه وهو يقول إذا كان العقد في حوزة الغجر فلماذا لا يستخدمون قوته لمصلحتهم. أجاب العجوز بسرعة بسبب العهد. العهد. أجل ... هناك عهد بين عائلات الجن ونسل من البشر لحماية العقد والحفاظ عليه وألا يمنحوه لأي عائلة منفردة حتى يظل السلام بينهم ... في مقابل هذا العهد الذي قطعه هؤلاء البشر على أنفسهم لا يمكن لهم أن يتملكوا تلك القوة ... ولكن يمكن ذلك لغيرهم. بدا التفكير العميق على وجه القائد وهو يقلب كلمات العجوز في عقله فاقترب العجوز منه ووسوس في أذنيه ستكون أنت ياسيدي أول بشړي يمتلك كل تلك القوة ... سيخضع لك الملوك والسلاطين ويركعون تحت قدميك ستدين لك المدائن والبلاد والعباد. تبدلت ملامح القائد واكتسى وجهه بإمارات الشهوة والطمع قبل أن يتحول إلى العجوز قائلا إذا ستدلنا على مكان ذلك العقد ... يا ... ما اسمك رفاعي يا سيدي ... اسمي رفاعي. أمسكت بالوريقات وبدأت في قراءتها ومع كل سطر أقرؤه من قصة جدي تتكشف لي الحقيقة تدريجيا فيرتعد جسدي وأشعر بالخۏف أكثر وأكثر كنت أقول أنني شاب مثقف ولا أصدق في قصص الجن والأشباح من الواضح انني منغمس في إحداها الآن وما حدث في الأيام الماضية كان مجرد إرهاصات ومؤشرات لما أنا مقدم عليه ... كنت قد وصلت إلى ذلك الجزء الذي حاصرت الڼار فيه جدي واقترب منه الذئب وتغيرت هيئته إلى هيئة أخرى مرعبة ... ما هو الشئ المرعب أكثر من ذئب شديد السواد يفصله عن جدي بضعة أقدام! .. يحكي جدي أن جسد ذلك الذئب استطال وتضخم وهو ينتصب واقفا على قدمية ليتحول إلى مخلوق يشبه البشر يترفل في حرملة سوداء بشرته رمادية بلون التراب ورأسه صلعاء مدببة كأذنيه أما عيناه فكانتا بلون الفحم إلا من شق طولي أبيض في منتصفهما في مكان البؤبؤ أما أصابع يديه وقدميه فكانت تنتهي بمخالب معقوفة كالجوارح ... اقترب منه هذا المخلوق وأشار بيده إلى الڼار المتضرمة فانطفأت على الفور ثم تحدث إليه بصوت قادم من أعماق الچحيم ... يقول جدي أن صوته وحده كان يكفي ليشيب شعر الرضيع . قال المخلوق لقد خنت العهد يابن آدم. فأجاب الشرقاوي بصوت مرتعد خائر أي عهد ... أنا لم أفعل شيئا. اقترب المخلوق أكثر فعادت الحرارة تلفح جسد الشرقاوي قبل أن يقول عهد الډم ... أجدادك عاهدوا قومي على أن يحافظوا على عقد القوة بحياتهم ... لهذا سمحنا لك