الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 19 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

وسعهما من ضحكته الوقوره مثله 
شغلي وخلينا نبدء
تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمات وكأنها مرتبه 
انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادم وترسم خطوطا عليه حرجا 
حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس 
ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة 
اجابه اجادها ببراعه 
اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا كلها اقدار مكتوبه بميعاد 
حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد 
وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما
الأمر 
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت وده بقى البيزنس الصح 
صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج فنهضت من فوق مقعدها بتوتر 
بس لسا في أسئله فاضله ممكن بس وقت إضافي 
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها لتدلف الخادمه تلك اللحظه 
العشا جاهز يافندم 
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه 
اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا 
هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف 
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه 
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك 
غادر الغرفه لتقف متعجبه لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى 
راجل غريب بكل أطباعه 
انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها 
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني 
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها 
ايه الرخامة ديهماكان كمل اجابه باقي الاسئله 
ثم اردفت ساخرة 
وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي 
تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه 
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه 
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ 
اعمليلك واحد بقى تاني مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي 
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته 
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين 
لمعت عيناها بالدموع منها سماح بقلق 
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك 
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح 
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني 
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها 
في اجازتك روحي زوريهم 
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها 
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره 
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش 
اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه 
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر 
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه 
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط 
ايوه ياعزيز في حاجه 
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم 
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم 
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه 
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها 
صفا خريجه السجون مش صفا بنت الباشا بتاعك 
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر خطوات من غرفه مكتبه لتفتح الباب امرأة ذو جسد ممتلئ 
انت لسا صاحي ياعزيز 
وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال 
ضړب على سور الشرفه بيداه بعدما دهس عقب سيجارته 
لسا بتفكر فيها ازاي
تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه 
كان اپشع شئ يدمر رجلا مثله 
الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن 
اغمض عيناه بقوه مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها 
صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار 
لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث 
تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر 
كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه 
ترك فنجان قهوته وتحرك نحوها بخطي تضج بالرجولهعين احداهن ألتقطته فرفعت نظارتها تغمز له ولكن عيناه هو كانت نحو اخري نحو زوجته 
الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي 
هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده 
مبسوطه طبعا ياشهاب 
فأحتقن وجهه من عدم شعورها بما يعتريه واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجسده 
يعني انا بس اللي مش مبسوط
رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا 
ليه بس مش مبسوط اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي 
ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه 
عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز 
ضحكت من قلبها على انفعاله تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها
عيب ياشهاب تخيل كده لو بنت اللي عينها هتطلع عليك سمعتك وانت بتقول كده هتغير وجهت نظارها علطول 
واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها 
يامعشوق النساء 
معشوق النساء عايز مراته تحن عليه وهي قمر وحلوه كده 
كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عباراته الناعمه التي تفقدها صوابها 
غمست معلقتها بكأس المثلجات خاصتها ثم دفعت بالمعلقه الممتلئه داخل فمه هاتفه بمكر
آيس كريم جميل اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي 
ولكن سعادتها لم تدم وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله 
هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي 
هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان 
فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدما حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق 
اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكهصدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها
ارتسمت السعاده على
شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته
مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت
كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه
مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي
ضحكت هناء على حديثها
بصي هو
قدامه فرصه واحده معايا لايجي يخطبني رسمي لكل واحد يروح لحاله
جلست ياقوت على فراشها تضحك على كذبه صديقتها
هناء انتي متأكده من كلامك ده
اماءت هناء رأسها بثقه وكأن الأخرى أمامها ترى حركت وجهها ثم اردفت بثقه زالت سريعا عن صاحبتها 
هحاول يا ياقوت ادعيلي إنتي بس اتجوز مراد
وسرحت بحالها ترتدي له ثوب الزفاف
بحبه اوي يا ياقوت لما هتحبي هتعرفي ازاي الحب بيخلي الواحد اهبل في نفسه
هتفت هناء عباراتها الاخيره حانقة من حالها لتتقبل ياقوت كلمتها بقلب لم يعرف الحب إلا لشخص اختار صديقتها الهائمه ب ابن عمها الوسيم صاحب الأعين الرماديه التي ورثها عن والدته المتوفاه
قادها برفق نحو احدي الطاولات كي يجلسون لحين تنهي شقيقتها بعض مشواريها الهامه أزاح لها المقعد ثم أجلسها عليه
مرتاحه كده
تحسست مها المقعد ثم وضعت يداها على الطاوله المستديرة
شكل المكان هنا هادي ومفيهوش دوشه
ثم اردفت بعادة احيانا تختنق منها ماجدة
ممكن توصفلي المكان ياشريف
ابتسم وسحب المقعد المقابل لها 
بصي ياستي 
ارتكزت جميع حواسها نحو صوته الذي بات يشعرها بالأمان واستمعت لوصفه انتهى من وصفه الدقيق لتبتسم له ثم مدت كفيها نحو وجهه تسأله
ممكن ملامحك
استمع للمكالمه بأنصات محركا رأسه بسخريه وهو يستمع لما يخبره به احد رجاله
عزيز أخذها لاحد شقاقه التي كان يقابل بها بعض الفتيات ويذهبها إليها ليلا متلصصا يحمل بعض الأكياس يومان مروا على خروجها علم فيهم انها لم تخرج من البناية التي اصطحبها لها عزيز 
أنهى المكالمه واتكئ بظهره فوق مقعده بأسترخاء ثم طالع الوقت متذكرا قدوم ياقوت لاكمال اسئله صديقتها الصحفيه 
فحرك رأسه بمقت مما هو يجهز حاله عليه 
للأسف يا ياقوت انتي المناسبه للعبه ديه 
ابتسمت صفا بتعب لتلك السيده التي جلبها لها عزيز لخدمتها وضعت أمامها الحساء السخنه وقد عصرت عليها الليمون 
شكرا ياست عليا تقدري تمشي انتي 
طالعتها السيدة عليا ثم حركة رأسها معترضه 
عزيز بيه موصيني عليكي يابنتي ومقدرش امشي غير لما يقولي 
وانصرفت لتتركها تنعم بحسائها الساخن نظرت صفا لطبقها ثم مالت برأسها للخلف تشعر بالشوق للقائه 
قريب اوي هجيلك ياحمزة هجيلك وهتسمعني وتسامحني 
خطت بقدماها داخل الشركه التي أتت لها مسبقا ولم تكن الا شركه الحراساتجاءت قبل موعيدها بعشرة دقائق هتفت لحالها وهي من غرفة مكتبه 
الحمدلله اني مكنتش صحفيه ربنا يسامحك ياسماح
خطوه وراء خطوة سارتها الي ان أصبحت أمام غرفه مكتبه المغلقه التي قضاها اليها مدير مكتبه 
ف أصبحت تعلم أنه لا يفضل السكرتيرات بعمله 
ووقفت بالغرفه تبحث عن بعيناها لتتعلق عيناها بمكان خروجه يبدو وكأنه انعش وجهه وشعره ببعض الماء البارد 
ازرار قميصه العلويه كانت مفتوحه وقد تخلي عن سترته الماء اخذ ينساب على طول
اتسعت حدقتيها پصدمه ممزوجه
بأنبهار فطري وهي تجده يقف أمامها بتلك الهيئه العابثه قلبها اخذ يخفق پعنف
لعنت داخلها مقال سماح وقبولها بالشرط لتكون هي الوسيط بينهما
اطرقت عيناها أرضا تلوم نفسها على تحديقها به ولكنه كان اليوم غير اي يوم رأته فيه لا تعلم الفرق ولكنه أصبح مختلفا وايضا وسيم حضوره بعدما كان يرعبها بات يشتتها
جيتي في ميعادك بالظبط
خرج صوته اخيرا بعدما حدق بساعه يده
يطالع الوقت فأخرجها من حاله الصمت المطبق
وتابع بتلاعب وابتسامه أصبحت تراها على وجهه
هتغيري نظرتي عنك ياأنسه ياقوت
أصابتها الدهشه فلطفه عجيبا عليها واردف بما زاد سرعة دقات قلبها
ولا اقولك يا ياقوت من غير ألقاب
يتبع بأذن الله 
الخامس والسادس عشر
خفق قلبها مع
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 44 صفحات