قصه بقلم محمد ابراهيم عبدالعظيم

السرير وغمضت عيني وأنا سامع دقات قلبي.
روحت في النوم تقريبا عيشت كل اللي شوفته ليلة امبارح.. وبعد انفجار البيت لقيتني بصحى مڤزوع لقيت يحيي قاعد على طرف السرير جنبي ورضوى واقفة عند باب الاوضة لما لقيتني اټفزعت قالت ليحيي 
_ مش قولتلك يا يحيي بابا تعبان وعايز ينام.. قولتله يسيبك تنام بس هو أصر يدخل يصحيك.
ابتسمت له وحضنته وهو بيقولي 
وحشتني يا بابا.
طلعت معاهم برة لقيت رضوى محضره الغدا قعدت على السفرة معاهم وأنا كل ده ملتزم الصمت يمكن متكلمتش كلمتين على بعض رضوى لاحظت سكوتي اللي على غير عادتي سألتني مالك.
معرفتش أقولها ايه.
أقولها اني شوفت أغرب ليلة ممكن حد يعيشها اقولها اني عيشت جوة كابوس كل حاجة فيه حقيقية وملموسة!.
فضلت السكوت وقولت اول كدبة جت على بالي اني تعبان بسبب ضغط الشغل.
بعد ما خلصنا اكل بحوالي ربع ساعة سمعت جرس التليفون الأرضي بيضرب كنت قاعد في البلكونة وباصص قدامي في صمت سمعت مراتي بتتكلم 
_ ألوو.. ايوة هي النمرة.. طيب ثواني هبلغه.
سمعتها بتنادي عليا بتقولي  
_واحد اسمه احمد بيقول انه معاك في الشغل.
قمت ببطء وروحت رفعت السماعة بفتور قولت  
ايه يا احمد.
لقيته بيقولي 
_ فينك يا باشمهندس قلقت عليك اوي يمكن أكتر من ريم خطيبتي.. وبعدين فضلت اتصل بيك موبايلك مقفول انت عملتلي بلاك يا كبير يعني حظر.. عملتلي اسمه ايه ده.
كويس.. انا كويس يا احمد قولي حصل حاجة في الشغل النهاردة.
_هو حصل أيوة.. حصل كتير اوي.. أولهم المدير ابو طويله قرر يبعدنا عن المنطقة اللي بنبيع فيها.. قال ايه قرار طلعه لما لقاك مجتش النهاردة.. الفكرة بس يا باشمهندس أنا مال اهلي بقى اتعك معاك ليه.. قصدي مع حضرتك يعني.
لأول مرة أبتسم طريقة أحمد خليتني أبتسم رغم الخبر الرخم اللي قالهولي لقيتني برد عليه واقوله 
سلم أمرك لله يا ابو حميد.. بكرة وبعده اجازة.. يوم الحد ان شاء الله لما اروح الشركة هتكلم معاه.
_هتتكلم مع مين.. اوعى تقول ابو طويله.
هو اه ابو طويله.. اقفل بقى ده انت رغاي.
ضحكت وانا بحط السماعة مكانها بس شبح الإبتسامة تلاشت بمجرد ما سمعت صوت الناي جاي من اوضتي!!.
بصيت حواليا ملقتش حد موجود دخلت بسرعة لقيت يحيي ماسك الناي وبينفخ فيه وهو واقف قدام المرايا جريت عليه وانا بمسك الناي وببعده عنه ولأول مرة أكون قاسې عليه في المعاملة يمكن علشان خاېف عليه.
عدى اليوم واليوم اللي بعده على خير كنت متغير فيهم مش بتكلم وقاعد لواحدي طول الوقت حتى منزلتش اشتغل على العربية من كتر التفكير دماغي كانت ھتنفجر بس رجعت قولت لنفسي طالما مافيش حاجة حصلت يبقى مجرد كابوس والسلام بس الغريب اني مش لاقي موبايلي دورت عليه في كل مكان فص ملح وداب مش في العربية ولا في البيت ولا في اي مكان استعوضت ربنا فيه..
اللي فاكره ان اليوم ده كان يوم سبت كان صابح يوم شغل في الشركة الساعة كانت ٢ بعد منتصف الليل.. كنت لسه قاعد في البلكونة رغم برودة الجو ومشغل الراديو على محطة الأغاني القديمة كانت أغنية لمحمد فوزي وأنا قاعد مكنش جايلي نوم سمعت صوت يحيي بينادي عليا 
_ بابا.. يا بابا.. بابا انت صاحي.
رديت عليه من مكاني وقولت 
أيوة يا حبيبي صاحي عايز حاجة.
سكت شوية ورجع صوته من جديد  
_أشرب.. عايز اشرب.
ابتسمت كده وقمت من على الكرسي وجيت علشان اروح على المطبخ اجيبله ماية عديت جنب أوضتي