قصه بقلم محمد ابراهيم عبدالعظيم
أهلك.
بعدت الناي عنها وبصت لي بصمت عيونها فيها حزن غير طبيعي شفايفها بتتحرك ببطء من غير ماتتكلم ماردش عليا ورجعت تحط الناي في بوئها وتنفخ فيه تاني.
لسه هقرب منها هبت رياح شديدة خليتني أتنفض جسمي قشعر لدرجة أني اترعشت.. وفي الحقيقة خۏفت خۏفت منها مش هقدر أخبي يمكن كلام الشاب وترني او هيئة الطفلة او الجو العام.. مش عارف!.
وانا واقف عمال أموت فيهم سمعت من بعيد صوت كلاكس عربيتي بصيت لقيت الراجل بيستعجلني بدأت أتحرك بسرعة للعربية وانا كل شوية ابص للبنت والتعابين!. لقيتها قامت وبدأت تمشي للماركت وهي بتعرج لاحظت وجود خلخال في رجليها الشمال وفضلت تمشي لحد ما دخلت جوة وأنا ركبت عربيتي ومشيت طول الطريق والراجل بيشكرني على وقفتي كنت برد على استحياء لأن بالي كان مشغول بالمعزوفة وبالبنت والتعابين اللي ظهروا من العدم بمجرد ما عزفت المعزوفة.. حتى لدرجة خليتني انسى اسأل الراجل على العنوان اللي عايز يروحه بس لقيته هو اللي بيقولي
أنا سمعت مرة او مرتين عن اسم العزبة دي لكن في الحقيقة معرفش بتتراح منين من هنا.. ممكن تعرفني السكة وانا امشي على وصفك.
ابتسم وقال
_انت اسمك ايه.
عاطف.. اسمي عاطف يا حاج.
_محسوبك عمك عبدالسلام الغرباوي.. وبالمناسبة السكة ماتوهش.. امشي علطول وعند اليافطة الكبيرة ادخل يمين.
_هي ورد لسه قاعدة عند ستها من امبارح يا ام ورد.
نبقى نعدي ناخدها قبل ما ندخل العزبة.
في الوقت ده سمعت صوت بنتهم اللي كانت نايمة بتقول لمامتها پخوف شديد
_ لا يا ماما.. ورد لا.. ورد لا يا ماما مش عايزاها لا انا بخاف منها.
خۏفها كان هيستيري!..
بصيت لها في المرايا اللي قدامي ولمحت رد فعل عم عبدالسلام اللي لقيته بيضرب كف على كف وبيقول وهو باصص قدامه
لقيت البنت التانية بتتكلم بهدوء وبتوجه كلامها لباباها
فيروز عندها حق يا بابا.. مش عايزين ورد تاني خليها قاعده عند تيتا احسن.
دقايق من التوتر بين البنات وامهم كلام كتير بيتقال بس تركيزي بدأ يخوني في الوقت ده شايف من بعيد اليافطة الكبيرة قربت والعرق بدأ يسيطر عليا!.
دخلت يمين.. نزلت مزلقان كده وعلى شمال الطريق يافطة صغيرة عليها اسم عزبة وحيش.. يا دوب لمحت الإسم ووقفت شايف كل حاجة حواليا عبارة عن اطياف حتى الأصوات بقت بعيدة جدا ميلت براسي على التارة وشبه أغمى عليا!.
هدووء جميل محبب للنفس ضباب كثيف ومافيش غيره حواليا وده بمجرد ما فتحت عيني!.
الوقت.. لا لا معرفش عدى قد إيه أو حتى إيه اللي حصل بعد ما وقفت بالعربية بس اللي اعرفه إني مش في العربية لما فتحت زي ما اكون واقف وسط غيط أو أرض زراعية لما حركت ايدي وسط الضباب لقيت عيدان طويلة وكتيرة وأنا وسطهم
في اللحظة دي بدأت أسمع صوت ضحكات لأطفال بيجروا أصوات خطواتهم وهم بيتحركوا حواليا بعشوائية