السبت 23 نوفمبر 2024

الحراث وبنت الحاره _الجزء الاول

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

أمان يا إبنتي أنا إسمي حدة وذلك الفتى هو إبني محمد ولقد وجدك لما كان عائدا من الصيد !!!الحمد لله على سلامتك ثم مدت لها صحفة من الحساء الساخن فأكلت قليلا وشعرت بالدفئ في جسدهاجديد ثم شكرتهما على كرمهما و نامت ملئ جفونها .
أما محمد فبات في مغارة صغيرة يضع فيها عنزاته وفي الصباح نهضت حدة باكرا مثل عادتهافأشعلت الحطب ثم عجنت أقراص الشعير وجاء محمد بإناء فيه حليب الماعز وبالبيض فشمت حنان رائحة الخبز والتفتت حولها فرأت قطة نائمة بجوارها فأخذتها في حضنها ومشت إلى المرأة وابنها وسلمت عليهما فدعوها إلى الطعام فغسلت وجهها ويديها في عين صغيرة وسط الصخور وجلست معهم ومدت يديها باستحياء للطعام لكن المرأة حلفت عليها أن تأكل حتى تشبع فهي مثل إبنتها وكانت حنان جائعة فأكلت وإنبسطت نفسها ثم سألها محمد عما كانت تفعله وحيدة في تلك الليلة الباردة فقصت عليهما حكايتها ثم بدأت تبكي وتشهق على حضها السيئ فخفف الصياد من روعها وقال ستبقين معنا وسأبحث عن شعبان فلا تحزني !!! أما عن إخوتك فلن يأتي أحد منهم إلى هنا فلا يوجد سوانا في هذا المكان البعيد ونحن أيضا عانينا من الأقارب الذين يعادوننا بسبب ميراث أبي فليس هناك أشد سوءا من الأهل ..
مضت الأيام ولم يظهر شعبان في الجل وبدأت حنان تتعود على حياتها الجديدةوكانت الإمرأة في غاية الكرم معها وقالت لها أنت إبنتي التي لم يرزقني الله بها وصارت تشتري لها الملابس وكل ما تشتهيه أما محمد فكان يكسب جيدا من بيع جبن الماعز والبيض للقرى القريبة وأيضاا الأرانب البرية التي يصطادها . وكثيرا ما كانت حنان تخرج معه للغابة فيجمعان الفطر و الأزهار وبدأت تشعر بالحب يملأ عليها حياتها وقررت أن تنسى شعبان فمن أدراها أنه يقول الحقيقة وأن وعده بالرجوع مجرد كلمات لطمئنتها في الوضع المحرج الذي وجدت نفسها فيه وكانت تعرف أن محمد يعشقها فنظراته لا تغادر وجهها .
أحد الأيام بينما كانت جالسة تقطع اللحم جاءت المرأة وجلست أمامها ثم قالت لها ل كما تعلمين لم يرزقني الله إلا بولد واحد وأنا أريد أن أفرح به وأرى صغاره ولم يغب عني أنه مهتم بك فما رأيك في الزواج سأصنع لك خيمة جميلة وأجهزك بما كل تحتاجين إليه !!! تفاجأت حنان فلم يمر على وجودها هنا سوى ثلاثة أشهرصحيح أن محمد فتى لطيف لكن الزواج يبقى قرارا صعبا والأكثر من ذلك أنها ستعيش في خيمة وهي التي تربت في دار كبيرة فيها البئر والسقيفة والسطح الذي يجففون عليه ملابسهم والعولة لكن الشيئ الإيجابي هو أنها في مأمن من إخوتها الذين يسعون لقټلها وبعد تفكير طويل أجابتها لقد كنت يتيمة فأصبحت لي أما وغمرتني بعطفك لذلك فإن الرأي ما ترينه !!!أطلقت حدة زغرودة طويلة وقالت لها تعالي إلي لكي أضمك في حضڼي ...
...
لما رجع محمد في الليل أخبرته أمه بموافقة حنان على الزواج ففرح وقال لها غدا سننزل من الجبل فهناك سوق كبير كل يوم خميس ونشتري لها الثياب والعطور . لم تنم البنت ليلتها من الفرحة فهذه أول مرة ستخرج فيه من الجبل وهي سمعت أن هناك قرى عامرة وبساتين وسترى كل ذلك بعينيها وتتفرج في السوق الأسبوعية وما فيها من خيرات كثيرة في الفجر ركبت حدة الحمار أما هي فسارت مع محمد على قدميهما وبعد أن ساروا في مسارب ضيقة وصلوا إلى قرية كبيرة ورغم أن الوقت لا يزال مبكرا إلا أن الحركة كانت نشطة والعربات المليئة بالبضائع تتزاحم في الأزقة وهناك باعة جالسين على الأرض وأمامهم أكداس الثمار والخضار وقد علت أصواتهم قال محمد إستريحا قليلا تحت هذه الشجرة وسأحضر لكم الفطائر لكن حنان لم تطق الإنتظاروقالت لحدة سأقوم بجولة صغيرة فكل ما هنا رائع وجميل أجابت المرأة حسنا لا تبتعدي كثيرا ولما إلتفتت إليها وجدتها قد ذهبت تجري فقالت ويحك ألا تعرفين الصبر يا إبنتي !!! مازال أمامنا يوم كامل أمامنا .
وبينما هي تتجول سمعت صوتا يناديها فتعجبت فهي لا تعرف أحدا هنا ونظرت وسط الناس

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات