اللعنه _الجزء الثالث
وأهالت عليها التراب وردمتها من جديد ... في تلك اللحظة بدأ أهل القرية من الغجر يعودون إليها من الأماكن المتفرقة التي فروا إليها بحياتهم وتحلقوا حول الفتاة التي نظرت إليهم وهي تقول بحزن السر عاد لمكانه والعهد مصان. كنت أتحسس الورقة الأخيرة من خطاب جدي التي وضعتها في جيبي وأنا أراقب رفاعي الذي يتحرك حولي بخطوات عرجاء كالعقرب ... وددت لو أني أنهيت هذا الخطاب وعرفت السر كاملا قبل وصول هذا الملعۏن ... ولكن ماأعرفه الآن غير كاف وعلي أن أنتظر ما سيفعله ذلك الغراب ... قال رفاعي أيا كان ما عرفته عن جدك وعني فما زال هناك أشياء خفية لم يعرفها حتى جدك. ثم جلس على مقعد خشبي وهو يردف لكن قبل أن أخبرك بها سأسمح لك بذلك. بماذا بأن تقرأ باقي الخطاب الذي في جيبك ... أليس هذا ماتفكر فيه الآن شعرت بالذعر والقشعريرة تسري في جسدي كيف عرف هذا اللعېن بما أفكر فيه وقبل أن أسأله بادرني هيا لا تضيع الفرصة وسأخبرك بعدها بما خفي عنك. مددت يدي المرتعشة إلى جيبي وأخرجت الورقة الأخيرة من الخطاب ثم جلست في مقعد مواجه لرفاعي وشرعت في قرائتها. انطلق الشرقاوي في أثر رفاعي كان يشعر أن مواجهته مع ذلك المخلوق قد غيرت شيئا في باطنه هو الآن يجوب القرى والمدائن يسير في اتجاه هدف معين يقوده إليه جسده دون إراده منه ... حتى هبط عليه الليل وهو في منطقة جبلية فقررالمبيت تحت صخرة كبيرة وأشعل الڼار وقبل أن ينسدل جفنيه ويذهب في النوم وصل إلى مسامعه ذلك الصوت الذي ينادي باسمه بصوت طويل مبحوح ... نهض في فزع وهو يتلفت حوله فمصدر الصوت لم يكن بعيدا بل هو يأتي من ذلك الاتجاه تحديدا ... كان الصوت قد توقف ولكن الشرقاوي كان قد قرر التحرك في اتجاه مصدر الصوت ... وبعد دقائق واجهته تلة صخرية تنتهي صعودا بكهف يشع من مدخله ضوء متذبذب من الواضح أن هناك من يشعل ڼارا داخل الكهف. صعد الشرقاوي التلة ودخل الكهف الذي كان مضاء بالفعل بڼار كبيرة مشټعلة في صفحة من المعدن محاطة بالصخور يجلس وراءها رجل اختفت ملامحه خلف الڼار ولكن الشرقاوي كان يعرف يقينا أن هذا الرجل هو رفاعي فنادى عليه رفاعي هل هذا أنت نهض الرجل من خلف الڼار وتقدم ناحية الشرقاوي كان بالفعل هو رفاعي وأن تغيرت ملامحه قليلا وبدا أكبر سنا كما أنه يرتدي ثوبا أنيقا كثياب الملوك ... قال رفاعي تفضل يا صديقي ... كنت انتظرك منذ فترة طويلة. قال الشرقاوي بحدة أين العقد يا رفاعي أخرج رفاعي العلبة الفضية من جعبته ببساطة وناولها إلى الشرقاوي الذي فاجأته السهولة التي منحه بها رفاعي العقد ... ولكنه استدار وقد عزم على أن يغادر المكان بعد أن تأكد من وجود العقد داخل العلبة وفي عقلة أن ذلك الخائڼ لا يستحق المزيد من الجدال والعراك ... وقبل أن يبتعد الشرقاوي خطوة واحدة انطلق صوت رفاعي بصوت قوي مجسم كأنه خارج من بئر عميق وهو يقول إلى أين أنت ذاهب ثم أشار ناحية الشرقاوي بيمناه وقد فرق ما بين أصابعه الخمسة فشعر الشرقاوي كأن ثور عملاق نطحه وأطاح بجسده ليرتطم بقوة في جدار الكهف ويسقط على الأرض وهو يشعر بأن عظامه قد تحولت إلى طحين ... اقترب رفاعي خطوة من الشرقاوي الملقى على ظهره وأشار بيده من جديد فشعر الأخير بأنه ينسحق تحت أطنان من الصخور تكاد تزهق روحه فقال بصوت ضعيف مټألم ماذا تريد مني أيها اللعېن قال رفاعي عليك أن تعطيني العقد بنفسك ... لن أكرر الخطأ مرة أخرى وأحاول انتزاعه من حامل العهد عنوة ... عليك أن تعطيني إياه بنفسك. تأوه الشرقاوي وهو يقول أنا لا أفهم شيئا مما تقوله ولكن لن أعطيك شيئا. ابتسم رفاعي وهو يقترب أكثر وينحني حتى أصبح وجهه مواجها للشرقاوي وهو يقول بابتسامة مخيفة صدقني ستفعل ... إما الآن برغبتك أو مجبرا بعد أن أذيقك صنوف العڈاب ... أنت لا تعرف قوتي. حاول الشرقاوي المقاومة