الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه عينيكي وطني وعنواني

انت في الصفحة 4 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

المئزر
يووه عليا دا انا مخدتش بالي بس انت مش غريب ياحسين انت ابن جوزي ربنا يحفظه ويخليه 
حاول السيطرة على حركة فكه وصدره يصعد وبهبط مع تنفسه بخشونة وقال 
بقولك ايه يااسمك ايه انتي انا مش قابل سؤالك ولا قابل حتى كلام معاكي وتاني مرة اياكي اشوفك لابسة كده بالمنظر ده قدامي سمعاني عن اذنك بقى 
استدار عنها يخرج بسرعة صافقا باب المنزل بقوة لدرجة اهتزت بها الجدران تخصرت تنظر في اثره ضاحكة وهي تتمايل بخطواتها حتى توقفت امام مراة معلقة فى الحائط تنظر إلى صورتها الجميلة بتفاخر وهي تتلاعب بشعرها العسلي بفعل الاصباغ وملامح وجهها التي زادتها المساحيق جمالا فوق جمالها يليق بها الثراء وهي تستحق بعد حياة مليئة بالعوز والشقاء والإهانة والإستغلال ولكن يبقى شئ واحد فقط
ينقصها ينقصها هو هو فقط !!

حينما دلف الى منزله والذي بالصدفة وجد بابه مفتوحا كان محبطا لسبب غير مفهوم له فمنذ ان راها أمس بشرفتها وهي اخذت حيزا غير هين بتفكيره طوال الليل فى جمالها الخاطف وهي واقفة بشرفتها وشعرها يتطاير حولها مشهد يغري اعظم الرسامين لتسجيله وياليته كان شاعرا حتى ليصفه بالكلمات فيأتي الصباح لتصدمه بمعاملتها المتعجرفة والمتكبرة فأطاحات بالباقي من عقله طوال اليوم حتى انه تمنى بشدة رؤيتها الان بشرفتها وهو عائد للبناية او حتى صدفة كالتي حدثت صباحا فتأتي المفاجأة ليراها الان بغرفة نومه !! 
لم تصدق عيناه رؤيتها فى البداية وهي جالسة على ركبتيها تتناول علبة دواء اسفل المقعد بمشهد اغراه لحبس انفاسه حتى وقفت والتفتت اليه لتشهق مخضۏضة 
ايه شوفتي عفريت قدامك
قالها وعيناه تلاحق ملامح وجهها المزعورة من رؤيته بتسلية شديدة ظلت لبعض اللحظات فاغرة فاهها پصدمة وهي تحدق
بعيناها عليه متلاحقة الانفاس ثم مالبثت ان تستعيد رشدها لتهتف عليه بقوة 
ايه ياجدع انت داخل زريبة مش تتنحنح الأول ولا تعمل اي حركة 
قال ببساطة
واتنحنح واعمل صوت او حركة ليه انا داخل بيتنا اللي بالمناسبة لقيت بابه مفتوح 
صاحت پعنف وقد فقدت السيطرة على اعصابها
اه ودا يخليك بقى تقف تبص على جارتك من غير خشا ولا حيا 
ضيق
عيناه بتفكير قائلا 
انت بتتكلمي عن ايه بالظبط عن وقفتي فى البلكونة امبارح لما شوفتك وتنحت ثواني ابصلك من غير قصد ولا ودخولي دلوقتي أؤضتي وانا شايف بنت جميلة وزي القمر فيها وبرضوا اتسمرت من المفاجأة وماقدرش اتكلم ولا طلع اي صوت بس يكون فى علمك انا في المرتين ملحقتش برضوا ابصلك كويس عشان تبقي عارفة 
توسعت عيناها بذهول من جرأته واجاباته الغير متوقعة فقالت بعدم استيعاب
انت بتقول ايه
صمت قليلا محدقا بعيناها التي أثارت نظرتها رجفة بداخله فقال بابتسامة ساحرة 
بصراحة مش عارف 
فجأة انتابها شعور بالصدمة والإرتباك دون سبب معلوم فهذا الرجل الخطېر حتى في ابتسامته البسيطة هو قادر على زلزلة كيان اجمل النساء واقواهم فما بال فاتن !
قالت بتعب لإنهاء الجدال معه 
طيب حضرتك ممكن توسعلي عشان انا عايزة اروح بعلبة الدوا دي للست التعبانة جوا ممكن 
امي انا تعبانة 
قالها بجزع قبل يختفي من امامها سريعا بالذهاب الى والدته كي يراها ويطمئن عليها همست فجر غير مصدقة ما يحدث
يانهار اسود دا ايه هو ده ياعيني عليكي يافاتن 

وقفت بعلبة الدواء متسمرة وهي تراه جالسا على طرف الفراش بجوار والدته يهتف عليها پخوف وكأنه طفل صغير 
ايه ياأمي مالك انا سايبك كويسة ايه اللي جرالك بس بعد ما مشيت 
قالت زهيرة بصوت ضعيف ممررة كفها بحنان على وجهه
ياحبيبي ماتقلقش عليا انا بس نسيت اخد حباية الضغط النهاردة دلوقتي اخدها واقوم وابقى زي الفل 
نهض سريعا عن الفراش من جوارها قائلا 
لا ياأمي الكلام دا ماينفعش انا هانزل حالا اجيبلك دكتور يشوفك ويطمني عليكي 
اوقفته فجر ممتعضة حينما هتفت عليه والدته ترجوه الأنتظار
أمي نزلت تجيب الدكتور فياريت يعني تستنى دقايق هي أكيد على وصول 
قالت زهيرة برجاء
والنبى ماله لازمة الدكتور انا بس اشرب حباية الضغط ودلوقتى ابقى زي الفل هو انتي لقيتي علبة البرشام يابنتى
قالت الاخيرة مخاطبة فجر التي همت لترد ولكن اوقفها صوت والدتها الذي اتي قريبا من داخل المنزل وقد جاءت ومعها الطبيب

ترجلت شروق من سيارة الأجرة امام البناية التي تقطن فيها وهي تسرع بخطواتها وفور ان اعتلت الدرج سمعت خلفها من يهتف عليها 
ياأنسة ثواني حضرتك قبل ما تطلعي السلم 
استدارت على ناحية الصوت فجحظت عيناها من المفاجأة وهي ترى هذا الوسيم الذي رأته بالأمس امام سيارته فى الحارة الضيقة واعجبت به بشدة يتقدم نحوها الان بخفة واناقة غير عادية وكأنه خارج من أحدى مجلات الموضة الرجالي قال بابتسامة رائعة وهو يخلع نظارته السوداء التى كانت حاجبة عيناه الخضروان 
السلام عليكم 
وكأنها فقدت النطق ظلت تنظر اليه صامتة دون حراك 
ازداد اتساع ابتسامته فقال بمكر 
ايه ياأنسة انا بكلمك هو انتي مابتروديش ليه 
بكف يدها كتمت ضحكة خجلة على وجهها الساخن وقد تحولت وجنتيها لقطعة حمراء ملتهبة فقالت بصعوبة 
يانهار ابيض عالإحراج دا انا كنت فاكراك اجنبي 
قال بمرح
عشان كدة كنتي بتعاكسي براحتك بقى على اساس اني مش هافهمك 
اومأت برأسها وهى مازلت تكتم ضحكاتها وعيناها منخفضة أرضا اعطته الفرصة ليتأملها جيدا قبل ان تقول اخيرا
لكن انت ايه اللي جابك هنا عند بيتنا اوعي تقول انك جاي تشتكيني لبابا عشان عكستك 
استجاب لمزاحها ضاحكا وهو يحرك رأسه بالنفي قائلا
لااا مش لدرجادي يعني هو انا اطول واحدة حلوة تعاكسني 
هزت رأسها ابتهاجا بإطراءه وهي صامتة فتابع هو 
في الحقيقة بقى انا جاي لوالدتي واخويا هما ساكنين هنا جديد تعرفي المعلم علاء ووالدته الحجة زهيرة 
اجابت بحماس 
معرفهمش ازاي بس دول جيرانا والباب قصاد الباب 
تبسم بارتياح يقول 
كويييس اوي ده ممكن بقى اطلع معاكي تعرفيني الشقة

خرج
علاء مع الطبيب الذي قام بفحص والدته ليستفسر عن حالتها ويتلقى منه النصائح والارشادات لعلاجها ومراعتها فظلت معها سميرة التي دثرتها جيدا وهي تتحدث معها بعفويتها
الف سلامة عليكي يا ام علاء ربنا مايرقدلك جتة تاني ابدا
قالت زهيرة بامتنان 
تسلميلى ياختي انا مش عارفة بصراحة هاقدر ارد جميلك دا ازاي انتي والمحروسة بنتك ربنا يحفظهالك يارب 
تبسمت سميرة بمودة قائلة 
في ايه بس ياام علاء لو مكنش الجيران يلحقوا بعض فى وقت زي ده يبقى ايه لزمتهم بقى دا المثل بيقول الجار قبل الدار بس انتي لازم تراعي لنفسك وبلاش الزعل يااختي اديكي شوفتي بنفسك الزعل بيعمل ايه ودا كلام الدكتور مش كلامي 
تنهدت زهيرة قائلة بحزن 
ودي نعملها ازاي بس دا الزعل ورانا ورانا مهما حاولنا نهرب منه 
لا ياام علاء انا عارفة ومتأكدة ان الراجل اللي خرج من عندك هو السبب في زعلك هو دا يبقى جوزك يااختي اصل بصراحة الشبه بينه وبين سي المحروس علاء ابنك كبير اوي يعني 
قالت زهيرة بقلق وصوت خفيض 
وطي صوتك والنبي يااختي انا مش عايزة علاء يسمع 
لا ما انا سمعت خلاص ياماما وفهمت لوحدي السبب اللي خلاك تتعبي كده فجأة 
اجفلت المرأتان على صيحته الغاضبة وهو يدلف اليهم بداخل الغرفة وتابع بسؤال والدته
هو قالك ايه بالظبط ياماما وخلاكي تزعلي بالشكل ده 
اجابت نافية
مقلش حاجة يابني تستاهل بلاش تعصب نفسك على الفاضي 
لا قال 
قالها بحدة عاصفة جعلت الډماء تهرب من وجه سميرة التي نهضت عن الفراش قائلة بارتباك 
يادي النيلة السودة هو ايه اللي حاصل بالظبط دا انا شكلي عكيت الدنيا وانا مش دارية
حدقت زهيرة الي ابنها معاتبة وهي تومئ برأسها ناحية سميرة
عجبك كده 
زفر علاء مطولا وهو يمسح بكف يده على صفحة وجهه فقال بلطف 
معلش ياخالتي سميرة انا اسف لوكنت احرجتك سامحيني 
يووه يابني اسامحك على ايه بس دا انت زي ولادي انا بس مش عايزة ابقى سبب في مشكلة بينك وبين الراجل ده اللي الظاهر كده يبقى والدك 
اومأ برأسه واضعا يديه الاثنتان على خصره ضاحكا بسخرية مريرة قائلا
مشاكل ايه اللي هاتبقي انتي السبب فيها بس ياخالتي هو احنا كنا سايبين بيتنا وحالنا ومالنا وجاين هنا ليه طيب فسحة يعني دا انت شكلك طيبة اوي ياخالتي 
الله يحفظك يابني دا من زوقك 
حاول علاء التماسك وكبت غضبه امام السيدة سميرة طوال لحظاتها المتبقية معهم والتي لم تطل كثيرا حينما همت للخروج وقام بإيصالها حتى الباب تفاجأ بأخيه حسين امامه كما تفاجأت سميرة بوقوف ابنتها شروق معه !!

انا اسف ياأمي سامحيني 
مسمحاك ياحبيبى وقلبي راضي عنك دنيا وآخره 
ضمھا اكثر يتنعم بحنانها وهو يردف بحرارة 
اه ياأمي وحشني حضنك
اوي 
ماكفاية بقى احضان ياعم انت واتعدل عشان اتكلم معاك 
اجفل حسين من لهجته المتهكمة
الله ياعلاء مش والدتي ووحشاني مضايقك في ايه انا بقى 
هتف عليك بمشاكسة
وافرض واحشاك هاتفضل بقى كدة لازق فى حضنها ماتنشف ياض 
تبسمت زهيرة بمرح تخاطب حسين 
اخوك بينكشك ياحبيبي دا باينه غيران !
بنظرة ذات مغزى حدق حسين نحو شقيقه مع ابتسامة ماكرة أثارت حنق علاء 
فرحان اوي بكلامها انت عشان جاي على هواك 
اومأ برأسه موافقا بابتسامة متشفية 
اوي 
ضحكت زهيرة بسعادة اطربت قلب علاء ولكنه تحول للجدية في سؤال شقيقه 
اخبار الوالد ايه والبت دي عاملة ايه معاك 
ذهب العبث عن وجه حسين بمجرد ذكر الاثنان امامه لايريد اثارة الشك بقلب اخيه ووالدته لو اجابهم بصدق عن ما يقلقه من هذه المدعوة نيرمين فقال بجمود 
ابوك مابشوفهوش كتير والبت دي اهي ممشية امورها معايا طول ماهي بعيدة عني وفي حالها 
بزاوية فمه تبسم بسخرية علاء قائلا 
هاتفضل طول عمرك طيب ياحسين طيب ومابتعرفش تكدب!

لدرجادي انتي بتحبيه يافاتن 
احبه يالهوي عليا دا انا بمۏت فيه علاء دا راجل ولا كل الرجالة دا حاجة كده ولا في الخيال جمال وهيبة وشخصية قوية راجل حقيقي الست ممكن تتسند عليه والنبي دا انا ساعات كتير بخاف لا اكون بحلم 
يارب اتجوز واحد زيه 
يارب
ياحبيبتى وانا اكره بس لاا لايمكن هتلاقي واحد زي علاء ابدا 
اغمضمت فجر عيناها پألم ودموع ساخنة ټحرق مقلتيها مع تردد هذه الكلمات برأسها دون رحمة رغم مرور اكثر من ١٠ سنوات عليها هذا اول لقاء يحدث بينها وبينه عن قرب وترى هذا السحر الفطري لهذا الرجل والذي يجتذب به النساء ليقعن اسيرات عشقه كالعنكبوت حينما تجتذب الفريسة لتمتص رحيقها حتى لا يتبقى

انت في الصفحة 4 من 61 صفحات