موسي وطبق الفول
انت في الصفحة 2 من صفحتين
منها ٤ عمال وموسى معهم.
ركضت وناديته موسى موسى! والټفت ينظر إلي مستغربا. سلمت عليه وقلت له
وين أنت يا موسىأنا يدور عليك عشر أيام.
نظر إلي وهو مندهش كأنه ما عرفني!
قلت أنا اللي مشكله معك في الفوال قبل عشر أيام. ابتسم وطبطب على كتفي.
أعطيته خمسين ريالا..قلت
خذ هذي يا موسى بس ما فيه زعلان.
حاول أن يعيدها مع استحياء ورفضت..وقلت
هذا فطوره علي متى ما جاك تعطيه اللي يبي والحساب عندي.
فرح موسى وشكرني وأحسست أني رديت له اعتباره وكرامته.
وبعد شهر تقريبا مررت البوفيه لكي أعطيهم حسابهم. قال العامل
خل الحساب علينا.
قلت لا يا رجال والله ما يحاسب إلا أنا كم بس
قال حسابه ١٥ ريال. هو وخويه أتوا تقريبا ٣ مرات يطلبون صحن فول واحد بثلاثة ريال واثنين شاي وبعدها ما عاد جاء موسى.
سألتهم
وين موسى
التفتوا لبعض وسكتوا!
قلت فيه مشكلة وين موسى
قال أحدهم
موسى مۏت قبل أسبوع صار حاډث دهس ودخل المستشفى ٤ أيام ثم ټوفي.
عندها نزل الخبر علي مثل الصاعقة. وأرجع في طريقي وألقى راعي المغسلة. قلت
قال إيه وأنا أعرف موسى هو من نفس منطقتي وقريتي. وتحدث عن موسى. قال
موسى ټوفي أبوه وعمره ١٢ سنة وټوفيت أمه وعمره ١٦ سنة وتركوا له ثلاث إخوان عايشين عند عمتهم.
وموسى لمدة ١٨ شهر وهو يحول راتبه كامل ٤٠٠ ريال ما ينقص ريال لعمته وإخوانه.
قلت وهو من وين ياكل
قال يشتغل غسيل سيارة تنظيف بيت أي شيء ويكفيه أكله وشربه!
بعدها جمعت مبلغ ووصلناه لعمته وإخوانه لعلي أكفر عن خطئي اتجاه أخي موسى. والآن أنا في رمضان ومع كل سجدة أشوف صورة موسى أمامي.. والله إني تندمت أشد الندم إني صړخت في وجهه ولم يرد علي احتراما أو خوفا مني..وعاهدت نفسي أن أمسك نفسي ولساني عن الناس ولا أجرح أو أحتقر أحدا...رحمك الله يا موسى.