الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 26 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

وهم يغادرون سيارته ألتفت نحوه ياقوت ورمقته بنظرة ممتنه وهي تسند سماح إليها 
اماء
لها برأسه ثم غادر لتهمس سماح وكأنها نست مابها 
طلع لطيف تصدقي 
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها حانقه بمقت 
يعني دلوقتي فوقتي توبه اروح معاكي مشوار تاني 
جذبت سماح يدها مبتسمه وقد اختفى شحوب وجهها 
اسنديني وخلي عندك ذوق 
اه حرام عليكي انتي مفتريه يابنتي 
قالتها سماح متآوها لكن بمزاح فطوت ياقوت ساعديها أمامها ممتعضه 
تستاهلي ياسماح عشان متبقيش تخبي عني تاني كل الحقيقه وجراني وراكي زي الهبله 
ورسمت على ملامحها الحزن وتحركت نحو باب الغرفه كي تغادر 
وعلي فكره انا زعلانه منك 
تنهيده تحمل اثقالا خرجت من بين شفتي سماح فعادت تلتف ياقوت نحوها تنتظر ان تسمع الحقيقه التي جثمت علي روح صديقتها
ماهر كان جوزي يا ياقوت 
واردفت بحسرة 
جواز شرعي بس في السر زي اللي عاملين عامله وخايفين منها 
دلف مراد لمكتب والده هائجا 
هدايا بتتبعت لبنت اخوك عشان تكمل الجوازه على خير مش صح يا فؤاد بيه 
رمقه فؤاد من أسفل نظارته الطبيه ثم عاد لمطالعه الأوراق التي أمامه 
بعمل اللي مفروض على ابني يعمله مع خطيبته
ضاقت عين مراد بكبت 
افتكر ان انت اللي بټخدعها قلبي ماټ مع مراتي يعني بنت اخوك مجرد صوره لا اكتر ولا أقل 
تجمدت يد فؤاد على القلم الذي يمسكه بين اصابعه ورفع عيناه نحوه ثم نهض من فوق مقعده صائحا
مش مراتك ديه اللي كنت ماشي معاها سنين ومفكرتش تتجوزها غير لما عرضت عليك بنت عمك
واقترب منه بخطوات هادئه وكأن عاصفته قد هدأت 
اتجوزت جاكي عشان بتعاندني يامراد وهتتجوز هناء عشان برضوه تعاندني وبتعاملها وحش مش كره فيها لا عند وكبر بس بكره تعرف اني اختارتلك الانسانه الصح لاني عارف ابني كويس
لم يرد إكمال عبارته فلو اكمل سيخبره انه يدرك انه شبيهه في شبابه يخشى عليه من نفس غلطته والزواج من امرأة مخادعة خائڼه ولكن غفى عن ان ألاقدار ليست واحده وان المصائر تقودنا لنفس النهايه
تعلقت عيناه بوالده ثم خرج من غرفة مكتبه صاڤعا الباب خلفه ليصعد غرفته تحت نظرات ناديه وتقي الصامتين لكل تلك الأوضاع بعد أن أمرهم فؤاد بالصمت 
دلف غرفته كالثور لا يري أمامه شئ ليتعالي رنين هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ناظرا لأسم المتصل بحنق ثم ضغط على الهاتف بقوة لعله يخرج غضبه فيه 
ايوه ياهناء
مسحت هناء دموعها بعد جلسة المصارحة التي اتخذتها
مع حالها فقد قررت تسأله هل يريدها ام انها رغبه عمها في تزويجهما 
مراد انا ممكن اسألك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحه 
هوي بجسده فوق الفراش مجيبا 
اسألي ياهناء 
أرادت التراجع من الخۏف الذي احتل قلبها خشت من الحقيقه التي اما ستضع النهايه او البدايه لمشوارهم سويا في حياه ستحتاج الحب ولو لم يكن الحب فلابد الرضى 
انت عايز تتجوزني ولا ديه رغبه عمي 
وقبل ان يجيب عليها اردفت بثبات وهي تبتلع ريقها بعدما جففت بقايا دموعها
متقلقش يامراد لو انت مش عايزني هتفضل ابن عمي وهتمنالك السعاده وهخرجك من الحكايه ديه 
كلمه واحده كانت الفيصل ولكن كبره وعناده قاده 
هتيجي امتى انتي ومرات عمي عشان تختاروا الفستان ميعاد الفرح بيقرب وانا لازم اروح فرع اسكندريه 
ارتخت ملامحها ولمعت عيناها تلك المره بدموع الفرح ف الاجابه قالها ان لم تكن صريحه ولكنها أخبرها بما يريح قلبها 
هقول لماما ونشوف يامراد 
تفاجئ صباحا وهو يقود سيارته نحو مدرسه مريم لايصالها صوت رنين هاتف يعلو بصوت ضعيف في المقعد الخلفي بالسيارة تسألت مريم وهي تبحث عن صوت الهاتف 
فين التليفون ده يا بابا 
فحدق بها حمزه محركا رأسه بنفي 
معرفش شكله في الكنبه اللي ورا 
توقف صوت الرنين ثم عاد يصدح من جديد 
كانت نظرات سماح مسلطه على ياقوت الحزينه من ضياع هاتفها وقد اكتشفت ذلك صباحا بعد ليله طويله قضتها مع سماح تسمع حكايتها وقد غفوا علي الفراش دون شعور لتفيق علي ضياع الهاتف الذي مازالت تسد اقساطه 
محدش بيرد ياسماح هو لحق يضيع 
قضمت سماح اظافرها تنظر اليها بأمل
مدام بيرن يبقى محدش لسا لقاه 
وانفرجت ملامح ياقوت وهي تسمع صوت تعرفه تماما 
الو 
فأبعدت الهاتف عن اذنها لتلتقطه منها سماح
من فضلك التليفون ده ضاع من صاحبتي
وعندما علمت سماح بصاحب الصوت تمتمت بخجل
معلش يا فندم ازعاجناك علي الصبح اه تمام الحمدلله شكرا على وقوفك معانا امبارح
كانت مريم جالسه تضم حقيبتها المدرسيه بين ذراعيها تستمع للمكالمه بتوجس وعندما انتهى حديثه مع المتصل تسألت
مين سماح ديه يابابا
أوقف سيارته امام مدرستها وطالعها بحنان
وصلنا يا فضوليه يلا علي مدرستك
ابتسمت مريم وخرجت من السياره بعدما بعثت له قبله في الهواء
ضحك علي فعله صغيرته التي لن يراها تكبر مهما مرت السنون فستظل هي الابنه التي جرب معها شعور الأبوة
حدق بالهاتف الذي علم بهوية صاحبته وقد نست تسأله سماح كيف ستأخذه منه ليجد الهاتف يدق ثانية فضحك
نسيتي تسألي هتاخدي تليفونك ازاي
همهمت ياقوت بحرج بعدما انغمست سماح في الضحك على الضياع الذي أصبحوا
فيه في بداية الصباح
سماح نسيت تسألك
تمتم بصوته العذب الذي يتخلله الخشونه
في اجتماع النهاردة واكيد هتيجي مع شهاب يا ياقوت هدهولك هناك ولا تحبي نتقابل
اتسعت عيناها عند اخر عباراته فتمتمت
لا خلاص لما اجي الشركه اخده
واغلقت الهاتف دون أن تنتظر رد اخر منه
ضم شهاب وجهها بين كفيه مبتسما بعدما استيقظ اليوم علي دلال اغدقته به 
كل ده
عشان وافقت تشتغلي في المدرسه 
فأبتمست ندي وشبت على أطراف اقدامها 
لا ياحبيبي ده اسمه عطاء
ضحك وهو يسمع عبارتها 
بقيتي عميقة ندي 
تدللت عليه بأنوثه 
ما انا قولتلك لو مدعلتش عليك هدلع على مين 
ضاقت عيناه وهو يرمقها 
ابتسمت رغم الآلم الذي اجتاز قلبها أرادت ان تصرخ به كي تخبره انها لا تريد منه إلا الحب وليس التكفير عن ذنبه ومحاولة ارضائها حتى تنسى ما سمعته وكانت نقطه فاصله في علاقتهما 
هتيجي معايا المقابله 
مال نحوها يقبل قمة انفها 
وكمان اجي معاكيطيب ايه المقابل 
هتف عبارته بوقاحه ف دفعته 
وقح ياحبيبي 
ضحك بقوه وضمھا اليه ثم رفع وجهها نحوه وتعمق في النظر إليها ليلثم ثغرها 
شوفتي ان التقدير والاحترام ينفعوا ازاي من غير حب 
بهتت ملامحها وكادت ان تنفض نفسها الا انها تماسكت 
عندك حق 
وداخلها تقسم انها يوما ستخبره بتلك الجمله وسيتمني حينها ان تخبره بحبها له
في إحدى المصالح الحكومية كانت ماجده تجلس قابعه خلف مكتبها تنهي بعض أعمالها المكتبيه لا تركز في الحديث الدائر بين سعاد وفوقيه فقد اعتادت على حكايتهم الدائمه بين القيل والقال 
شوفتي ياسعاد اللي حصل لفاتن جارتي مش جوزها خاڼها مع اختها
اتسعت عين المدعوة سعاد ثم شهقت مصدومه لمعرفتها ب جارة فوقية
ايه اللي حصلها يامصيبتي اختها
ورفعت سعاد مسبحتها تحرك عقدها
أيه اللي حصل في الدنيا ېخونها مع اختها اللي ربتها واوتها في بيتها استغفر الله استغفر الله لا انا مش قادرة أصدق
تجمدت ملامح ماجدة بعدما اخترق الحديث اذنيها
فلوت فوقية شفتيه مستنكره
الدنيا معدش فيها حاجه متتصدقش
رفعت ماجده عيناها نحوهم تسألهم
بلاش كلام في عرض الناس
امتعضت سعاد من حديثها ورمت بكلمتها التي فتحت داخلها باب الشك 
ابقى خدي بالك بقى ياماجدة
تنهدت سماح بمقت وهي تغادر مكتب رئيس الجريدة بعد أن أخبرها ان تجهز حالها فرحلتها لمدينه الاقصر بعد اسبوع من الان ويجب ان تذهب قبل قدوم اللاعب بأيام 
فقد علم من مصادره انه أتى لمصر كي يريح اعصابه بعيدا عن فضول الصحافه ولم يخبر أحدا باليوم المحدد في الشهر الذي اقترب بدايته
ومن اجل العمل وارضاء رئيس الجريدهلابد أن تذهب وتنتظر لاعب الكوره المشهور 
تهجم وجهها وتمتمت وهي تدلف غرفة مكتبها المشتركه مع زميلان وزميله 
انا كان مالي ومال الصحافه 
وسقطت عيناها علي باقة الازهار متسائله 
لمين الورد ده يا سميه 
فرمقتها سميه ثم عادت ترتب الصور التي أمامها 
مش على مكتبك يبقى ليكي ياسماح 
فأقتربت سماح من مكتبها لتلتقط الباقه وكما توقعت لم يكن غيره ماهر لتلقط الباقه ثم قذفتها من النافذة التي تحتلها الغرفه 
فشهقت سميه من فعلتها 
يامجنونه حد يجيلوا ورد ويرميه 
فزفرت سماح أنفاسها بحنق يمزجه الڠضب 
ايوه انا 
استنكرت سميه فعلتها وغادرت الغرفه لتنظر سماح للحاسوب المفتوح امامها على اخبار لاعب الكوره
سهيل نايف متمتمه بتبرم
اما اشوف آخرة المقال ده ايه 
خرج شريف من المرحاض في الغرفه المستقل بها هو وصديقه سيف في مبنى مخصص لهم 
جلس على الفراش ينفض الماء من خصلات شعره 
فلاحت صورتها أمام عينيه فألتقط الهاتف مقررا اعاده الخط لهاتفه ولكنه تركه متمتما
لا لازم اكمل اللي بدأته وابعد عنها كفايه لحد كده 
وتذكر ابنه اللواء الذي يحبه كأبنه وقد عرفه على عائلته في ضيافه قبل المهمه لم ټخطف ابنة رئيسه انظاره ولكنها كانت اختيار امثل وضعه العقل أمامه 
انتهى الاجتماع الذي كانت تركز في كل كلمه تلقي فيه اغلقت دفترها وغادر الحضور فنهضت بعدما نهض شهاب 
ياقوت انا مش راجع الشركه ورايا مشوار مهم ابقى اطبعي الأوراق اللي طلبتها منك تمام
اماءت له برأسها احتراما فغادر تحت نظراتها اما حمزة كان مندمج بالحديث مع محامي الشركه 
وقفت متوتره بالغرفه الي ان انصرف المحامي 
التليفون بتاعي يافندم 
رفع حمزة عيناه نحوها بعدما وضع الأوراق الملقاه بأهمال على سطح الطاوله في الملف المخصص 
تليفون ايه 
اجابها بتلاعب 
تليفوني يافندم اللي نسيته في عربيتك 
فتمتم مصطنعا نسيانه 
اه التليفون 
وسار أمامها فأتبعته لغرفة مكتبه دلف لغرفته وهي تتبعه فأتبعهم سكرتيره يأخذ منه الأوراق مستمعا
انت أكيد عارف شغلك ياعصام 
فأماء له عصام برأسه وغادر الغرفه لتبقى معه واقفه تهز ساقيها منتظره ان تنتصرف كي تلحق باقي أعمالها المكلفه بها 
اقعدي يا ياقوت واقفه ليه 
هتف بها بعدما رمقها 
انا كويسه كده يافندم 
فأتجه نحو مكتبه دون ان يعلق وفتح احد الادراج لتقف يده على مقبض الدرج قاطب حاجبيه 
التليفون نسيته في مكتبي في شركة الحراسات قبل ما اجي هنا 
طالعته تنقل عيناها بين موضع يده وملامحه فأبتسم وكأن لم يضره شئ في الذهاب لشركته الأخرى 
مضطره تيجي معايا مكتبي هناك 
وخطته الأخرى التي ارادها تنفذ بحرفيه
يتبع بأذن الله
الفصل
الثاني
والعشرون
للحظه كان سيستجيب لمكره وينفذ خطته التي عزم عليها
أراد أن يجعلها ترى صفا تعمل لديه لتضح لها الرؤيه
أراد ان يجعل الأخرى تآن ۏجعا وهي تراه مع ياقوت
اسمها تردد داخل عقله وهو يطالع نظراتها إليه نظرات كانت تحمل الطيبه والنقاء وطفوله ضائعه وصراع مع الحياه كي تبقى وتعيش كريمة النفس
مش هنمشي يافندم عشان ألحق اروح شغلي واكمل المطلوب مني قبل انتهاء الدوام
سمع عباراتها واسدل جفنيه وداخله يصارع نفسه كان تائها مذبذبا شعر انه ليس هو ليس حمزة الزهدي المعروف برجولته
يخدع فتاه من أجل ان تقع تحت
انيابه فيتناولها كالأسد الذي لم يرد الا تذوق دماء فريسته
تعالا صوتها فلم يزيده الا نفورا من حاله
حمزة بيه
طالعها بطرف عيناه يتفحص هيئتها البسيطه وضميره الواعظ ينعته بين طيات نفسه
ستبصح ندلا بلا اخلاق ومع من فتاه تعمل لديك من أجل حاجتها وليس للعبث أصبحت أعمى في ظلامك
أنفاسه تعالت ليضغط على حافة سطح مكتبه بقبضتي يداه
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 44 صفحات