الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 23 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

مكتبه 
حمزة 
ألتف نحوها منتظرا معرفه ماتريده فوجدها تلقى نفسها بين ذراعيه 
كانت ياقوت صاعده تلك اللحظه على الدرج فقد أعطت الأوراق للسيد أشرف كما امرها شهاب وقررت ان تصعد له كي تشكره 
لتقع عيناها على المشهد فتوارت خلف احد الجدران تغمض عيناها من الآلم الذي اخترق قلبها ولا تعرف سببه ولم تكمل المشهد وعادت تهبط الدرج بخطي سريعه 
توقفت عين حمزة على رؤيتها لهم ثم انصرافها السريع 
نفض صفا عنه لينظر الي المكان الذي كانت فيه
يتبع بأذن الله 
الفصل التاسع عشر
وقف في منتصف غرفة مكتبه يزفر أنفاسه كلما جال أمامه هيئتها وهي تختفي من الطابق بل وخرجت من الشركه بعد رؤية صفا بين ذراعيه لا يعلم كيف حدث ذلك ولكن الحقيقه التي يعلمها ان صفا مازالت عالقه في قلبه بجزء ذكرياته المظلم
من مكتبه بخطي حانقه من حاله واسند كفيه على سطح مكتبه مائلا بجزعه العلوي قليلا اغمض عيناه كي يريح عقله
نظرت صفا نحو عزيز الجالس واضعا ساق فوق الآخر وينفث دخان سيجارته اتجهت انظارها نحو الخادمه التي تعيش معها وقد تركتهم واتجهت نحو المطبخ بعدما أشار لها عزيز بالانصراف
نهض بثبات فأبتعدت عنه صفا خائفه منه بعدما دهس عقب سيجارته في المنفضة
صفا انا اسف على اللي حصل كنت سکړان ومش حاسس بنفسي
اشاحت عيناها بعيدا عنه
كويس انك جيت عشان ابلغك اني هسيب الشقه وهدور على اي مكان اعيش فيه
اتسعت عيناه من فكرة رحيلها انتظرها لسنوات أصبح سيد بعدما كان مجرد عامل والان تخبره انها تنوي الرحيل
مجرد تخيله ان حلمه بها سيضيع جعل عقله يقف
لا تسيبي الشقه ازاي اوعدك اني مش هاجي هنا تاني بس انتي متبعديش
بطريقه متملكه فأنفضت حالها وابتعدت
طالعها مصډوما من نفورها منه بعد أن كانت لا تخشاه شعر بأن خطوات وجعلها تطمئن له اضاعتها فعلته امس
اطرق عيناه ارضا يحاول رسم ندمه على محياه
وترضيلي ياست صفا اخلف وصية رأفت باشا ده انتي بنت الراجل اللي كانت افضاله عليا
هتف عبارته الاخيره وداخله يسخر من حاله فهو لم يكره مثل والدها قط بحياته
احست بندمه
موافقه اقعد هنا ياعزيز لحد بس ما اظبط اموري بس ياريت متجيش هنا ممكن
رمقها بصمت وابتلع حديثها رغما عنه لم ينهي ذلك الحوار الا رنين هاتفه
ايوه تمام انا جاي
أنهى مكالمته ثم تعمق في النظر إليها يشتهيها بكل ما تحمله الكلمه من معنى ولكن ما عليه إلا الصبر
انا مسافر اليابان لو نفسك في حاجه قوليلي
هتف عبارته بأبتسامه واسعه
متكسفيش ياست صفا انتي تشاوري بس وانا عليا التنفيذ 
عاد شعورها بالقلق منه ينتابها ثانيه حديثه احيانا لا يشعرها انه مجرد جميل يرده اكراما لوالدها الذي تعلم أنه كان رجلا غليظ القلب
شكرا ياعزيز 
وقبل ان يسألها من اين كانت اتيه عاد رنين هاتفه يعلو ثانية فطالع رقم المتصل بتوتر وما كان الا شقيق زوجته
فرات النويري مالك إحدى شركات النفط رجلا لا يعرف قلبه رحمه ولا شفقه الحياة العسكريه تشكل كيانه رغم انه خرج منها بعد إصابته بحاډث ادي لعرج بساقه اليمني
معلش ياست صفا انا لازم امشي
وسار خطواتان ثم عاد يطالعها
واحد من رجالتي هيكون في خدمتك لحد ما ارجع من السفر
ودون ان ينتظر ردها انصرف لتزفر أنفاسها بقوه متمتمه
هتعملي ايه ياصفا
احتدت عين فرات بعدما سمع بكاء شقيقته الذي يمقته
خلاص يافاديه مبحبش عياط الستات ده مش انتي اللي صممتي تتجوزيه
اطرقت فاديه بيداها على فخذيها بعويل
بقولك جوزي جايب شقه لواحده في الزمالك يا فرات وتقولي مبحبش عياط الستات شكرا ياخويا يابن ابويا
نفث فرات دخان سيجارته بقوة حانقا من حب شقيقته لزوجها بطريقه تزيده مقتا منها
انا جوزك ده مبحبش اتعامل معاه انا مش عارف ازاي قبلت اناسب واحد زيه
طالعته فاديه بضيق متمتمه
يعني كنت عايزني اقعد جانبك عزيز هو الراجل الوحيد اللي حبني من غير الأملاك اللي عندي
تجلجلت ضحكات فرات بصخك
ومدام البيه بيحبك خانك ليه
اطرقت فاديه عيناها نحو المنديل الذي تحمله ثم هتفت صائحه بعد أن بحثت لزوجها عن سبب لا يجعله مدان أمام شقيقها
اكيد هي اللي اغوته وضحكت عليه
لم يتحمل فرات حديثها فأطرق بعصاه التي يستند عليها أرضا بقوه
فاديه انا زهقت من
مشاكلك وفي الاخر جوزي ابو عيالي حيلي مشاكلك لوحدك يافاديه
فور ان سمعت عبارته تلك التي يخبرها بها عند أي مشكله تحدث لها ومجرد ان تلقى تطلب منه حمايته وتقويم عزيز يلين نحوها
كده يافرات كده ياخويا انا ليا مين غيرك
اليه مغمضا عيناه
خلاص يافاديه هقرصلك ودنه عشان يبطل يلعب بديله
زفرت ياقوت أنفاسها ومازالت لا تعرف سبب آلمها منذ رؤية تلك المرأة الصوره لم تصل إليها بالكامل ولم تتبين حقيقه الوضع
منها سماح بعد أن جلبت لهما كوبان من حمص الشام من احد الباعه 
احلى كوبايه حمص الشام لاحلى ياقوت
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتي ياقوت وتناولت منها الكوب
فأردفت سماح متسائله
مالك بقىقولتي مخنوقه ومحتاجه اشم هوا اه جينا نتمشى على الكورنيش
طالعتها ياقوت
وهي لا تعلم بما ستخبرها به اتخبرها بالمشهد الذي رأته ولكن ماذا ستفسره لها هي لا تعلم سبب ضيقها
ياقوت مين زعلكاللي اسمه حمزة ده رجع يزعلك من تاني
وقفت ياقوت تأخذ أنفاسها 
مافيش ياسماح بس انا مخنوقه من غير سبب
تعلقت عين سماح بها تحاول سبر ما بداخلها 
هحاول أصدق ان مافكيش حاجه 
وفردت ذراعيها نحوها ټحتضنها 
تعالي بقى اخدك ده ميتعوضش 
هتفت سماح ضاحكه لتضحك ياقوت على عبارتها متمتمه 
ليه يعني ميتعوضش الأم مثلا 
لطمتها سماح على ظهرها بخفه 
بالظبط يا ست النكديه يلي مخلياني اكل حمص الشام مع اني مبحبهوش 
مريم من شهاب وندى الجالسين متشابكين الايد يتهامسون 
بتتكلموا تقولوا ايه 
ابتعدت ندي عن شهاب بخجل ليطالعها شهاب ضاحكا
ده كلام كبار مالكيش دعوه بي
عقدت مريم كلتا حاجبيها ومدت يداها تزيحهم عن بعضهم 
حيث كده وسعوا بقى عشان اقعد معاكم واسمع 
ضحكت ندي رغما عنهاوطالعت زوجها الذي اخذ إحدى الوسادات من خلف ظهره دافعا بها مريم علي وجهها 
قومي يارخمه 
على هتافه تلك الجمله دلف حمزة المنزل رغم إرهاقه اليوم الا انه ترك كل شئ خلفه ظهره وأبتسم عندما تعالت صيحة مريم 
مش عايزه اقعد معاكم بابا خلاص جيه 
ونهضت من جانبهم لتتجه نحو حمزة 
تعالي ياحببتي 
لم يكن حال ندي يختلف عن حال شريف كلما وجدوا مريم يزداد تعلقها بحمزة أصبح هو كل عالمها 
تذكرت حديث ناديه معها من قبل عندما اوضحت لها رغبتها الشديده في تزويج حمزة 
تلك الفكره لا تعلم كيف ستتقبلها الصغيره وكيف سيرحبون بالعروس اذا تزوج حمزة وجلبها للمنزل 
داخلها يرفض دخول امرأه أخرى لعائلتهم وأحيانا تشعر بأنانيتها حين لا تتمنى الزواج له
نفضت الأفكار سريعا وهي تري حمزة يتقدم منهم 
ندي لو فاضيه عايزك في موضوع 
تعلقت عين شهاب بزوجته ثم بشقيقه 
في ايه ياحمزة 
نظر حمزة بحاجب مرفوع نحو شقيقه 
مش هخطف مراتك متخافش 
توترت ندي من الأمر الذي يريدها فيه فأشار لها حمزة بأن تتبعه فأتبعته 
الصغيره مريم من شهاب تتعلق بذراعه 
زعلانه منك ياشهاب بجد زعلانه 
كانت عين شهاب مرتكزه على غرفة مكتب شقيقه ولم يغلق حمزة الباب رمق مريم بعد أن دفعته علي ذراعه 
أنت ياعم بقولك زعلانه منك مش هتصالحني 
طالعها شهاب بحنق 
أنتي مراتي يابنتي
زعلانه ليه يا برنسيسه مريم
ظلت مريم تحادثه عن سبب ڠضبها منه والذي يتلخص انه لم يعد يصطحبها من مدرستها ولكن هو كانت عيناه ثاقبه على شقيقه وهو يحاور زوجته
طالع شهاب ندي بعدما أخبرته بحديث حمزة عن إدارتها لاسهمها بالشركه 
لا طبعا مش عايز مراتي تشتغل 
تلك المره لم ترغب بالخضوع لاوامره 
بس انا عايزه اشتغل ياشهاب 
رأي العند في عينيها مما زاده حنقا 
وانا قولت لااا انتي ناقصك حاجه 
صاحت وقد كلت من خضوعها الدائم معه 
اه ناقصني ناقصني اكون انا 
واردفت بعد أن ألتقطت ملابسها من الخزانه 
وعلى فكره انا مش عايزه اشتغل في الشركه ولا عايزه أدير الاسهم انا عايزه اشتغل في التدريس 
واتجهت نحو المرحاض غالقة الباب
خلفها بقوة 
وقف يحدق بالفراغ الذي تركته وتنهد وهو يتجه نحو زافرا أنفاسه 
مرت نصف ساعه وهو جالس هكذا الي ان خرجت من المرحاض ولم تلقى نظرة عليه اتجهت نحو المرآة تمشط شعرها تشعر بنظراته تخترقها 
أنهت تمشيط شعرها واتجهت نحو الفراش لتتسطح عليه دون كلمه تجاهلها كان أكثر الأشياء التي يمقتها 
طالعها ثم تنهد بقوه 
وطبعا حضرتك هتنامي وأنا هقعد أغلى مع نفسي انتي بقيتي جايبه البرود ده منين 
غامت عيناها بالدمع وهي تطالع جموده
انا مش بارده ياشهاب بس انت عمرك ما حسستني اني انسانه وليا احلام عمرك سألتني نفسي ف ايه وبحب ايه 
اخترقت العبارات قلبه وجدها تغمض عيناها ودموعها تنساب على وجنتيها 
كانت صادقه في كل كلمه أخبرته بها عطائها الزائد له جعله شخصا انانيا لا يرى 
اعتدلت في رقدتها تمسح دموعها 
حبي ليك
خلاك شخص اناني ياشهاب 
مجرد ان اغمضت ياقوت عيناها واصرفت ذهنها عن حزنها 
وجدت رنين هاتفها يعلو ابتسمت وهي تجد رقم هناء 
فأجابت على الفور وأعتدلت في رقدتها 
ياقوت انا ومراد جبنا الشبكه 
دق قلب ياقوت بسعاده لصديقتها 
مبروك ياهناء احلى خبر سمعته النهارده 
تنهدت هناء وهي تنظر لبنصرها المزين بدبلتها 
بس انا حاسه اني مش فرحانه يا ياقوت حاسه ان فرحتي ناقصه 
شعرت بحزن صديقتها من صوتها
ليه يا هناء مش ده مراد الراجل اللي عيشتي ترسمي أحلامك معاه
سقطت دموع هناء وهي تطالع باقة الازهار التي جلبها لها
قلبي وجعني من غير سبب تفتكري ديه علامه من ربنا اني مش هكون سعيده مع مراد
لم ترد كسر فرحة صديقتها وارادت طمئنتها
قومي صلي وادعي ربنا انه لو كان خير ليكي ربنا يكمله ولو شړ يبعده عنك
هتفت هناء بلهفه بعد سماع تلك الجمله
بس انا عايزه مراد عايزاه خير ليا يا ياقوت انا عمري ما حبيت غيره رغم اني اتحبيت وكانوا ناس متترفضش بس هو الوحيد اللي قلبي عايزه
اغمضت ياقوت عيناها تقاوم ذرف دموعها الحبيسه
قومي صلي وادعي ربنا ياهناء
مسحت هناء دموعها وهتفت بحب
حاضر يا ياقوت
تركت ياقوت الهاتف جانبها ثم اعطت الحريه لدموعها كي تتساقط
في ناس عمرهم ما تحبوا حتى
ومستنين على أمل حد يحبهم
واردفت داعيه لصديقتها
ربنا يسعدك ياهناء
ألقى مراد جسده فوق الفراش بعدما انتهي مكوثهم في بيت عمه وتمت الخطبه التي تمناها والده
انت السبب يابابا ذنبها ايه اظلمها معايا لاخلتني أحزن على مراتي اللي ماټت وابني اللي كان في بطنها ولا خلتني حتى اصارحها
واغمض عيناه متذكرا لحظاته القليله مع جاكي مبتسما أما هناء كانت بعيده عن عقله وقلبه لا يراها الا انه فرض اجبر عليه ارضاء لوالده
طالعها وهي تخرج من المدرسه التي تعمل بها
وإحدى العاملات تساعدها في الخروج من البوابه منها فشعرت بوجوده من رائحة عطره 
شريف
مد كفه نحوها يعاونها على السير 
كلمت ماجده وقولتلها اني هأخرك شويه النهارده ايه رأيك اعزمك على الغدا 
ارتبكت من الفكره فهى لا تحب تناول الطعام خارج البيت حتى لا تسبب للجالس معها الحرج ولكن معه تشعر
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 44 صفحات