مش المفروض انك محجبه بقلم زينب مصطفى
باصرار وقد ارتدت معطفها فوق فستانها المحتشم الطويل وتناولت حقيبتها
وقد عقدت العزم على المغادره اليوم
لتقول باصرار
دي احسن فرصه اقدر امشي فيها من غير ما حد ياخد باله طول ما انا هنا مش هقدر اخرج من غير ما هو يعرف ..
هنتهز فرصة خروجي معاه و انه هيكون مشغول بجدته و بالاطمئنان عليها وساعتها ههرب وعلى اما يكتشف اني مش موجوده هكون اختفيت وسافرت اي مكان بعيد عنه وعن الزفت الي اسمه شريف
بعد قليل....
جلست حبيبه في المقعد الخلفي من السياره وبجانبها جلست دولت هانم وعمر الذي تأملها قليلا ثم قال بهدوء
انتي لابسه البالطو التقيل ده ليه في الجو الحر ده
ارتبكت حبيبه وهي تنظر الى معطفها الشتوي الذي اشترته في موسم التخفيضات وقد عز عليها ان تتركه مع ملابسها الاخرى التي تركتها خلفها في القصر وهي تدرك
اصلي حاسه اني بردانه الظاهر داخله على دور برد
تأملها عمر قليلا وهي تخفض رأسها للأسفل وتتفادى النظر اليه ثم قال بتهكم
برد ..عموما احنا رايحين المستشفى وهناك هخليهم يكشفوا عليكي ويكتبولك علاج
لاااا انا كويسه دول شوية برد ومش مستاهله اني اكشف
ربتت دولت هانم على يد حبيبه بحنان
ليه يا حبيبتي احنا كده او كده هنكون في المستشفى فخلينا نطمن عليكي
ابتلعت حبيبه ريقها بتوتر وهي ترفض النظر اليهم
انا الحمد لله كويسه اخدت حبايه وحاسه اني بقيت احسن ..
دولت هانم وهي تتأمل وجه حبيبه
بس انتي شكلك لسه تعبانه تحبي نرجعك الفيلا ترتاحي
حبيبه بلهفه خوفا من ضياع فرصة الهرب منها
لا انا هاجي معاكم انا حقيقي بقيت احسن ...
عمر مقاطعا لها ببرود
خلاص كفايه كلام في الموضوع ده احنا في الاصل مش رايحين علشانك إحنا رايحين نطمن على جدتي ومش هنقضي الطريق نتكلم في مواضيع تافهه وملهاش لازمه
نظرت له حبيبه بغيظ ثم أدارت وجهها للناحيه الاخرى پغضب تمنع دموعها من النزول بصعوبه وهي تتظاهر بالنظر من نافذة السياره في حين نظرت دولت هانم لحفيدها باستغراب وهي تشعر بموجات الڠضب التي تحيط بهم لتهمس له بصوت خفيض
تراجع عمر للخلف واغمض عينيه بتعب وهو يتجاهل النظر اليها او الرد على حديث جدته له .. فهو يشعر بڼار تشتعل بداخله لايستطيع اخمادها بعد سماعه منها عن خبر خطوبتها الوشيكه يشعر انه على وشك ان يجن من قوة مشاعره نحوها...مشاعر لم يختبرها ابدا سيطرت عليه بسرعه وقوه وجعلته يفقد السيطره على افعاله وتصرفاته .. تصرفات لا تليق به ابدا
انتبه عمر على لمسه رقيقه من يد جدته وهي تقول بصوت خفيض
عمر احنا خلاص وصلنا المستشفى
فتح عمر عينيه ثم ابتسم في وجه جدته برقه وهو يتفادى النظر الى حبيبه
طيب يلا ياست الكل علشان نطمن عليكي
ثم ترجل
من السياره وهو يساعد جدته على النهوض والصعود على الدرج المؤدي الى داخل المشفى وهو يتجاهل حبيبه التي وقفت في الخلف تراقبهم پألم وهي تدرك انها قد تكون المره الاخيره التي قد تراهم فيها
ثم همست لنفسها بتشجيع
يلا يا حبيبه امشي قبل ما يحس انك مش موجوده معاهم
فتراجعت للخلف بهدوء في محاوله منها للهرب دون ان يشعر بها احد وهي تراقب عمر وجدته بتوتر حتى اختفوا بداخل الباب المؤدي الى المشفى وهي ماتزال تقف على بداية الدرج لتتراجع سريعا وهي تكاد