قصه سيدنا ابراهيم
بالحجارة. رغم ذلك تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم. خاطب أباه بأدب الأنبياء. قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد والټهديد پالقتل
قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا 47 وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا 48 مريم
وخرج إبراهيم من بيت أبيه. هجر قومه وما يعبدون من دون الله. وقرر في نفسه أمرا. كان يعرف أن هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر وينصرف الناس جميعا إليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس.
إلا أن قوم إبراهيم الذين عطلت الخرافة عقولهم عن التفكير وغل التقليد أفكارهم عن التأمل والتدبر. لم يسألوا أنفسهم إن كانت هذه آلهة فكيف وقع لها ما وقع دون أن تدفع عن أنفسها شيئا! وهذا كبيرها كيف لم يدفع عنها! وبدلا من ذلك قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين.
فأحضروا إبراهيم عليه السلام وتجمع الناس وسألوه أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم فأجابهم إبراهيم بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر. فلا داعي لتسمية هذه كڈبة من إبراهيم عليه السلام والبحث عن تعليلها بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون. فالأمر أيسر من هذا بكثير! إنما أراد أن يقول لهم إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا. فهي جماد لا إدراك له أصلا. وأنتم كذلك مثلها مسلوبو الإدراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل. فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها!
فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون 64 الأنبياء
وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخف وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم. وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة فيتدبروا ذلك السخف الذي يأخذون به أنفسهم وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون. ولكنها لم تكن إلا ومضة واحدة أعقبها الظلام وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود
وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس وكانت الثانية نكسة على الرؤوس كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب.. كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر. أما الثانية فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير. وإلا فإن قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم. وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون
قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم 66 أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون 67 الأنبياء
وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس والعجب من السخف الذي يتجاوز كل مألوف.
عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعڈاب الغليظ
قالوا حړقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين 68 الأنبياء
نجاة إبراهيم عليه السلام من الڼار
وفعلا.. بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم. انتشر النبأ في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال والمدن