رحمه _وعقوق _كااااااامله
انت في الصفحة 1 من صفحتين
رحمة وعقوق
أم في ريعان الشبابفي العقد الثالث من العمر ټوفي زوجها وترك لها أربعة أطفال ذكور أكبرهم لم يقارب الحلم بعد الوالد الذي كان يحمل عبأ العائلة ويسعى جاهدا لتلبية رغبات أطفاله شأنه شأن غالب عائلات الطبقة المتوسطة في من بذل والجهد للحصول على عيشة كريمة ولكن فاجأه المۏتالأم الشابة لم يقعدها عن الإهتمام بأطفالها فقد الحبيب بل شمرت عن ساعد الهمة لتؤمن لأطفالها المعيشة الكريمة التي كانوا يحظون بها وفعلا بحثت عن عمل يليق بها إلى أن وجدته ومن غير كلل ولا ملل كانت تستيقظ في الصباح الباكر تكوي ثياب أطفالها وتحضر لهم الطعام ثم تجهزهم للمدرسة تلبس هذا مريوله وتربط حذاء هذاوتمشط شعر ذاك حتى إذا مااطمأنت على أن فلذات كبدها قد تجهزوا للمدرسة نظرت إليهم نظرة حب وحنان وضمتهم واحدا واحدا تقبلهم قبلات المشتاق لمجرد أنهم سيغيبون بضع ساعات عن ناظريها يذهبالأولاد إلى المدرسة وتذهب هي إلى العمل ثم تعود إلى المنزل قبل عودتهم تحضر لهم طعام الغداء حتى لا ينتظروا وهم جياع يحضر الأطفال يخلعون أحذيتهم وثيابهم المدرسية ثم يأكلون ما حضرته لهم الوالدة من الطعام ثم يبدأ وقت الدرس الأم الصابرة على مشقات الحياة تدرس أولادها الأربعة دروسهم كلها حتى يدخل الليل ثم تقوم وقد أنهكها التعب الشديد فتحضر لهم طعام العشاء يأكلون ثم ينامون وتبقى الأم مستيقظة تقوم بتنظيف البيت وغسل الثياب وتهيئة الطعام لليوم الثاني حتى إذا ما انتصف الليل نامت نوم المغمى عليها من شدة التعب ومضت الأشهر والسنوات سراعا وكبر الأولاد ودخلوا جميعا الجامعة والأم هي هي تقوم بالخدمة بلا كلل تعمل في النهار وتصرف كل مدخولها على أولادها أقساط الجامعةالثياب الطعام وكل حاجيات الشباب والحال هي الحال والأيام تتلو الأيام الشباب يتخرجون من الجامعة يعملون تخطب لهم تزوجهم وكل في بيته مستقر مع زوجته والأم في بيتها وحيدة وقد ناهزت الستين من العمر وتمر الأعوام والأم المتعبة الجسد مما قاسته في سنين حياتها يصيبها شلل يقعدها طريحة الفراش وهنا تبدأ العبرة يجتمع أولادها و ويقررون كل واحد منهم يستقبل أمه أسبوعا كاملا من كل شهر والأم العاجزة يزداد حالها سوءا لدرجة أنها لم تعد تستطيع الكلام ولا الحركة وأولادها ينقلونها على كرسيها المتحرك من منزل إلى منزل وككثير من أمثال هذه الحالات زوجات الأولاد يتأففن ويتذمرن ويسمعن الأم العاجزة الكلام المؤذي
وبدل أن يقوم الرجال بخدمة أمهم ويعتنوا بها كما اعتنت بهم منذ ولادتهمويتحملوا مشقة خدمتها كما تحملت المشقات لأجلهم منذ أن كانوا في بطنها وإلى أن تزوجوا وأصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم قاموا بالتذمر هم أيضا وصار كل واحد يحاول أن يلقي عبئ خدمة أمه على أخيه الآخر